مجال النسائية و التوليد هو المجال الطبي النسائي الذي يهتم بالمشاكل الصحية للنساء من جميع الاعمار, حيث يتم متابعة صحة المرأة و اجراء الفحوصات الروتينية العامة للكشف عن امراض النساء ان وجدت. اضافة الى اهتمام هذا المجال بالفحوصات و التحاليل الخاصة بالحمل و المتابعة طيلة فترة الحمل و الولادة السليمة و ايضاً تشخيص و معالجة الامراض التي قد تتأثر بها صحة المرأة مثل سرطانات الجهاز التناسلي الانثوي. يتم الاعتماد على اختبار مسحة الدم, التصوير بالموجات الفوق الصوتية, تحليل الدم و تحليل البول في فحص الامراض في مجال النسائية و التوليد.
سرطان عنق الرحم
يعتبر سرطان عنق الرحم من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً عند النساء. في بداية المرض لوحظ تكوين غير طبيعي للخلايا مثل الخلايا الموجودة على سطح عنق الرحم حيث ينفتح الرحم على المهبل. عندما لا يتم ملاحظة الخلايا غير الطبيعية التي تتشكل فمن المحتمل أن تتحول إلى خلايا سرطانية بمرور الزمن. هناك نوعان من سرطان عنق الرحم: سرطان غدي وسرطان الخلايا الحرشفية. الورم الغدي هو نوع من السرطان يصعب تشخيصه أكثر من سرطان الخلايا الحرشفية.
عوامل الخطر المحددة لسرطان عنق الرحم يمكن ادراجها على انها فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ، التدخين ، الشيخوخة ، الولادات المتعددة ، والعامل الوراثي ، الاتصال الجنسي مع أكثر من شخص ، النظام الغذائي ، ضعف جهاز المناعة وما إلى ذلك ،فيروس الورم الحليمي البشري هو السبب الأكثر شيوعاً لسرطان عنق الرحم. غالباً ما يكون فيروس الورم الحليمي البشري بدون أعراض وله أنواع عديدة. النوع 16 والنوع 18 من فيروس الورم الحليمي البشري هما النوعان الأكثر ارتباطاً بسرطان عنق الرحم.
غالباً ما يتم تشخيص سرطان عنق الرحم بالمصادفة في اختبارات فيروس الورم الحليمي البشري واختبارات اللطاخة. لهذا السبب، يمكن أن يساعد الفحص المنتظم باستخدام المسحة واختبارات الورم الحليمي البشري في منع تفاقم المرض عن طريق الكشف عن الآفات التي لم تتحول بعد إلى سرطان. . يتم تطبيق طريقة التنظير المهبلي والخزعة على الأفراد الذين تكون نتائج اختبار اللطاخة الخاصة بهم مشبوهة.
يتوجه مرضى سرطان عنق الرحم إلى العيادة الطبية ولديهم شكاوى مثل الألم أو إفرازات كريهة الرائحة أو النزيف بعد الجماع أو اضطراب الدورة الشهرية. في الحالات التي يتطور فيها سرطان عنق الرحم وينتقل إلى الأنسجة البعيدة، قد تحدث أعراض مثل آلام الظهر وأسفل الظهر وفقدان الشهية والوزن والوذمة والتعب والضعف.
يختلف علاج سرطان عنق الرحم حسب مستوى تطور المرض. عادة ما يتم تطبيق العلاج الجراحي في المراحل المبكرة من المرض. اعتماداً على انتشار السرطان، يمكن استئصال الرحم جزئياً او كلياً. بالإضافة إلى ذلك، يمكن إزالة الغدد الليمفاوية الرحمية لمنع المزيد من الانتشار. في المراحل المتقدمة من المرض عادة ما يتم تطبيق خطة علاجية تتكون من مزيج من العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.
يوصى بتطعيم الأفراد ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) لحماية عنق الرحم. من المهم أيضاً الحماية من عوامل الخطر التي قد تسبب المرض .
سلس البول
ان مرض سلس البول اكثر شيوعاً عند النساء بسبب تدهور حالة المثانة و موضعها بعد الولادة او جراحات الرحم . اما عند الرجال فمن الممكن ان تظهر مشاكل سلس البول بعد جراحات البروستات.
يمكن ادراج الاسباب الشائعة لسلس البول على انها الشيخوخة و السمنة و الامساك المزمن و السعال الذي يتسبب في زيادة الضغط داخل البطن و إصابات الولادة ومشاكل المسالك البولية. مع التقدم بالعمر فان الآليات التي تعمل على احتباس البول قد تفقد كفاءتها تدريجياً. هناك عوامل التي تزيد الضغط داخل البطن من خلال التأثير على عضلات قاع الحوض مع الحجاب الحاجز فتسبب إجهاداً مستمراً لقاع الحوض فلا تعمل العضلات بصورة صحيحة. كذلك السمنة ايضاً تعمل بشكل مشابه على زيادة الضغط داخل البطن. يمكن ان يسبب سلس البول مشاكل اخرى مثل حصوات الحالب وحصوات الكلى و التهابات المسالك البولية.
هناك اربعة انواع من سلس البول وهي: سلس البول الإجهادي, سلس البول الإلحاحي, سلس البول الفيضي و سلس البول المختلط. سلس البول الإجهادي هو عدم القدرة على حبس البول في اي حالة تسبب زيادة الضغط داخل البطن (السعال, العطس, الاجهاد, رفع الاشياء الثقيلة وما الى ذلك). اما سلس البول الإلحاحي فانه سلس بولي مصحوب برغبة مفاجئة بالتبول. سلس البول الفيضي هو المشكلة التي تظهر في التبول المتأخر او الغائب فبالرغم من ان المثانة ممتلئة جداً الا ان المريض لا يشعر بأي ازعاج وعادة ما يظهر سلس البول على شكل تسرب.
عادة ما يتوجه المرضى الذين يعانون من سلس البول الى العيادة الطبية و هم يشتكون من اعراض مثل كثرة التبول, التهابات المسالك البولية و الالم اثناء التبول. يتم تشخيص سلس البول بعدة طرق مختلفة مثل قياس المثانة و تنظير المثانة و تحليل البول و التصوير بالموجات فوق الصوتية(US) و التخطيط الكهربائي للعضلات(EMG). في تقييم قياس المثانة يتم اجراء قياس الضغط داخل المثانة. تنظير المثانة هو طريقة تستخدم لتصور المثانة و الاحليل. في تقييم تخطيط كهربائية العضلة يتم فحص كفاءة و موقع العضلات التي توفر القدرة على التحكم بالبول (احتباس البول) . يتم اجراء تحليل البول لفحص وجود التهابات المسالك البولية.
يمكن استخدام العلاج الطبي و الطرق الجراحية في علاج سلس البول. تختلف طريقة العلاج حسب نوع سلس البول. في المرضى الذين يعانون من سلس البول الإجهادي غالباً ما يتم اجراء الجراحة و يتم وضع مادة داعمة حول مجرى البول. في علاج سلس البول الإلحاحي يوصى بممارسة تمارين قاع الحوض (تمارين كيجل) بشكل اساسي لتقوية عضلات قاع الحوض.
الحمل و الولادة
على الرغم من ان الولادة هي حدث فسيولوجي طبيعي الا انها تتطلب متابعة طبية و تدخلات طبية مناسبة عندما يتطلب الامر. تعمل هذه التدخلات الطبية على حل المشاكل التي تحدث اثناء الحمل او الولادة لكي تسير الامور بشكل طبيعي و سليم. حيث تتم متابعة الحامل طيلة فترة الحمل و تحديد احتياجاتها و عند اقتراب مرحلة الولادة يتم تحديد طريقة الولادة المناسبة .
يتابع الطبيب مرحلة الحمل التي تمتد من يوم التخطيط للحمل الى ما بعد الولادة. من الممكن ادراج الاشياء التي يجب مراعاتها قبل الحمل على انها حالة الام الصحية, حالات الحمل السابقة, الامراض السابقة, الامراض الوراثية و الادوية المستخدمة حيث ان صحة المرأة الحامل مهمة جداً لنمو الطفل. يتضمن فحص الحمل عادة تحليل الدم و تحليل البول و بعض التقييمات الخاصة . يتم ايضاً اجراء تقييمات متكررة لاختبار الفحص الثلاثي و اختبار تحمل الكلوكوز الفموي(تحمل السكر). يستخدم اختبار الفحص الثلاثي في تقييم التشوهات الكروموسومية و الاضطرابات الوراثية بين الاسبوع الـ 16-18 من الحمل . اختبار تحمل الكلوكوز الفموي هو اختبار يتم اجراؤه بعد 24 اسبوعاً من مرض سكري الحمل . هنالك ايضاً تطبيقات روتينية لمتابعة فترة الحمل مثل اجراء تقييمات بمراقبة الوزن و قياس ضغط الدم و التحكم في الوذمة و الاستماع الى نبضات قلب الجنين و التحكم في وضع الجنين .
اثناء الحمل غالباً ما تعاني الامهات الحوامل من الغثيان, القيء, الامساك, كثرة التبول, الافرازات المهبلية, وذمة في الساقين و المعصمين او في جميع انحاء الجسم, تشنجات في الساق( غالباً في عضلات الظهر), آلام المفاصل, آلام الظهر, ضغط الحوض و يشكون ايضاً من حالات غير مريحة مثل الرقة في الثديين.
هنالك بعض الامور يجب على الامهات الحوامل ان ينتبهن لها اثناء فترة الحمل حيث انه يمكن ان يتسبب تدخين النساء الحوامل في انخفاض وزن الطفل عند الولادة, و يجب اختيار ملابس فضفاضة مريحة لا تشد الجسم اثناء الحمل ومن الضروري القيام بالنشاط البدني المناسب طيلة فترة الحمل مع مراعاة بعض الظروف المعينة . ان ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تسهل تكيف الجسم مع التغيير في الوزن و مستويات نشاط التمثيل الغذائي. بالإضافة الى ذلك من الممكن القيام بتمارين تسهل الولادة حيث تعمل على تقوية العضلات استعداداً لاستخدامها اثناء الولادة .
هناك بعض الحالات الطارئة في الحمل تحتاج الى استشارة الطبيب اذا ما وجدت وهي: النزيف المهبلي, تسرب الماء, الاغماء, الحمى التي لا تزول, الصداع الشديد, آلام الظهر الشديدة و انخفاض في معدل حركة الجنين المعتادة. حيث يجب ان تتوجه الحامل لأقرب مؤسسة صحية لتلقي الرعاية الطبية.