جراحة المخ والاعصاب
جراحة المخ والأعصاب هي فرع من فروع الطب المتعلق بالوقاية والعلاج من الأمراض العصبية التي تحتاج إلى علاج جراحي. يتكون الجهاز العصبي من الدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب التي تحيط بالجسم. يتم تنظيم جميع الإدراك الداخلي والخارجي والحركة والكلام والتعلم والتفكير وأنشطة الأعضاء وجميع وظائف الجسم الأخرى بواسطة الجهاز العصبي.
يمتلك الدماغ والنخاع الشوكي والجهاز العصبي بأكمله هياكل حساسة ومعقدة للغاية. على الرغم من أن هذه الهياكل في جسم الإنسان موجودة في مناطق محمية ومحاطة بالعديد من هياكل الجسم إلا أنها يمكن أن تتضرر بسبب العديد من الأمراض المختلفة والحالات الشبيهة بالصدمات مما يتسبب في مشاكل صحية خطيرة. يمكن أن تنشأ أمراض الجهاز العصبي مباشرة من الجهاز العصبي ولكن يمكن أن تتطور أيضاً من الأنسجة المحيطة.
عندما تتعطل سلامة الجهاز العصبي الذي له بنية حساسة ويتلامس مع جميع أجهزة الجسم الأخرى ويتطور المرض في الجهاز, يمكن أن يسبب مشاكل في العديد من أجهزة الجسم الأخرى. يتم علاج العديد من الأمراض الخطيرة والمهددة للحياة مثل السكتة الدماغية والفتق والأورام النامية في كل من الأنسجة الدماغية والأنسجة المحيطة بها ومشاكل الدورة الدموية في الأوعية المغذية للجهاز العصبي والنزيف الدماغي والصدمات الدماغية بسبب الحوادث بواسطة جراحي الأعصاب.
بصرف النظر عن هذه، في بعض الأحيان قد تكون هناك مشاكل خلقية في الدماغ. يشارك جراحو الأعصاب أيضاً في علاج مثل هذه الأمراض التي يمكن رؤيتها عند الأطفال. كما هو الحال في العديد من الأمراض، من المهم منع المرض قبل حدوث المرض في الأمراض التي تتعامل معها جراحة المخ والأعصاب. على الرغم من أن طرق الوقاية لا يمكن أن تمنع دائمًا تكوين المرض إلا أنها مهمة جداً لأنها تبطئ من تطور المرض وتسهل علاجه.
على الرغم من أن بعض الأمراض تظهر تحسناً بعد علاج جراحة المخ والأعصاب إلا أن الشفاء قد لا يظهر فوراً بعد الجراحة بسبب بنية الدماغ والحبل الشوكي. اعتماداً على نوع المرض، يعتمد شفاء إصابة الدماغ والحبل الشوكي على أنواع العلاج التي سيتم تطبيقها بعد الجراحة. يمكن إدراج هذه الأنواع من العلاج كبرامج نظام غذائي مناسبة للمرض والعلاج الطبيعي وبرامج إعادة التأهيل. تعتبر تغذية المريض وعملية إعادة التأهيل والحالة النفسية والصبر والاستمرارية في العلاج مهمة جدًاً في إصابات الدماغ والنخاع الشوكي والتي قد تكون فترة التعافي منها أحياناً صعبة وطويلة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التشخيص المبكر له أهمية حيوية في إصابات الدماغ والنخاع الشوكي.
كلما تم إجراء الجراحة في وقت مبكر في وجود المرض وكلما بدأ العلاج في وقت مبكر كلما كانت عملية علاج المرض أسهل وكلما قلت احتمالية حدوث العواقب وارتفع معدل نجاح العلاج. مع تقدم المرض يمكن أن يؤثر الضرر الذي يسببه على العديد من الأنظمة الأخرى ، مما يؤدي إلى تدهور الحالة العامة للمريض وخلق مخاطر تهدد الحياة. لهذا السبب، يجب أن يخضع الأشخاص المعرضون للخطر لفحوصات منتظمة وأن ينتبهوا لعاداتهم الغذائية وأنشطتهم البدنية اليومية. اليوم، حققت علاجات جراحة المخ والأعصاب قدراً كبيراً من النجاح بفضل تقنيات التشخيص والعلاج المتطورة.